المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم


فهدالعتيبي
09-01-2012, 11:35 AM
زيارة المدينة المنورة وقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت من السنن التي تمسكت بها الحملات الكويتية قبل أداء مناسك الحج أو بعده إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ثم تركت هذه السنة المباركة وأصبح الاقتصار في الذهاب إلى الحج للحملات على مكة المكرمة فقط، وعدم زيارة المدينة المنورة وقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام هو من الجفاء في حق الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم وتضييع للأجر العظيم.

سئل فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي في إذاعة القرآن عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب فضيلته عن أن زيارة القبر الشريف جائزة عند جمهور العلماء: أ هـ.
وقد وردت أحاديث في فضل الزيارة ومنها: (من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا أبلغته) قال الحافظ السخاوي في القول البديع ص154: وسنده جيد كما أفاد شيخنا (أي الحافظ ابن حجر) ا هـ، وكذلك حديث (من زار قبري وجبت له شفاعتي) أخرجه الدارقطني في سننه (278/2)والبيهقي في شعب الايمان(490/3) والسبكي في شفاء السقام، وصححه او حسنه والسيوطي في (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا) والحديثان في (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة) للشيخ المحقق محمود عسيد ممدوح ص280، 351 .
قال الشيخ: ابن حجر الهيتمي رحمه الله في تحفة الزوار، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: »ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علىّ روحي حتى أرد عليه السلام« أخرجه أبو داود وصححه.
وقد صدر به البيهقي باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واعتمد عليه جماعة من الأئمة.
قال السبكي: هو اعتماد صحيح لتضمنه فضيلة رد السلام منه صلى الله عليه وسلم ولهي أعظم فضيلة للزائر فيا لها من نسمة بالغة فنحمد الله على ذلك حق الحمد. »تحفة الزوار إلى قبر النبي المختار صلى الله عليه وسلم« ص21 لابن حجر الهيتمي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه رد عليه السلام« رواه البيهقي في الشعب (17/7) والكلام لابن حجر الهيتمي.
قال ابن تيمية رحمه الله: إن الشهداء بل كل المؤمنين إذا زارهم المسلم وسلم عليهم عرفوا به ورودا عليه السلام. اهـ. قال فإذا كان هذا في آحاد المؤمنين فكيف بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون« رواه أبو يعلي برجال ثقات والبيهقي وصححه.
قال الإمام السبكي رحمه الله تعالى: إن الزيارة قربة إلى الله تعالى مطلوب فعلها بالكتاب والسنة والإجماع والقياس.
أما الكتاب فقوله تعالى: *ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما* النساء 64. فإنما دالة على الحث على المجيء إلى رسول الله وعلى الاستغفار عنده وهذه رتبة لا تنقطع بموته.
وأما السنة: فما سبق من الأحاديث، وقد جاء في السنة الصحيحة المتفق عليها الأمر بزيارة القبور وقبر النبي صلى الله عليه وسلم سيد القبور.
وأما الإجماع: فقال القاضي عياض رحمه الله: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم سنة بين المسلمين مجتمع عليها وفضيلة مرغب فيها.
وأما القياس: فعلى ما ثبت من زيارته صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع وشهداء أحد وإذا استحب زيارة قبور هؤلاء فزيارة قبره صلى الله عليه وسلم أولى بما له من حق ووجوب التعظيم اهـ.
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم عند المذاهب الأربعة:
قال ابن بطال: في شرح صحيح البخاري، والأمة مجمعة على زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ولا يجوز الإجماع على الخطأ.
قال الشيخ خليل: في مناسكه، ونقل ابن هبيرة في كتاب اتفاق الأئمة قال: اتفق مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى على أن زيارته مستحبة (ص132).
قال ابن قدامة الحنبلي: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما روي الدارقطني بإسناده عن ابن عمر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم »من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ثم ساق رواية العتبي عن الأعرابي الذي أتى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم (المغنى ج3/ ص588)، ومثله في كشاف القناع للبهوتي الحنبلي.
قال الذهبي: فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه. (سير أعلام النبلاء ج4 ص484).
قال ابن عابدين الحنفي في »رد المحتار« وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مندوبة بل قيل واجبة لمن له سعة (ج2 ص126) ومثله قال: ابن الهمام الحنفي في فتح القدير: قال مشائخنا: »زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل المندوبات«.
قال الإمام النووي: الشافعي في الأذكار: »إنه ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم سواء كان ذلك صوب طريقه أم لم يكن فإنما من أعظم القربات وأنجح المساعي وأفضل الطلبات، وكذلك قال القسطلاني في المواهب اللدنية. وأما المالكية فقد ذكرنا ما قاله القاضي عياض والشيخ خليل في منسكه. اهـ عن كتاب »القول المبين« للشيخ أحمد حسن الحسني الشنقيطي (ص201، 202، 203).
أما الاستدلال بحديث »لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.. الحديث« لمنع زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن كثيراً من العلماء قد رد عليه، ومنهم ابن حجر في فتح الباري فقد ذكر كلاماً نفيساً حاصله أنه قال: فيبطل بذلك قول من منع شد الرحال إلى زيارة القبر الشريف. فتح الباري ج3 - ص33 .
فكيف نتداعى لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وعندما نصل إلى حرمه لا يهزنا الشوق للسلام عليه، أخيراً نرجو من أصحاب حملات الحج أن يرجعوا إلى ما كان عليه الأجداد في إحياء هذه السنة المباركة بزيارة طيبة الطيبة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وصاحبيه وأهل البقيع رضي الله عنهم ولو يوماً واحداً والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين.

{نـ ج ـود~
09-01-2012, 11:19 PM
جزاك الله خيرا وبارك بك
وأثابك الجنة ونفع بما طرحت
وزادك علما ونورا

ورود الطائف
09-03-2012, 07:05 AM
جزاك الله خير يافهد
واثابك المولى وجعلها في موازين حسناتك