عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 06-02-2013, 10:29 AM
الصورة الرمزية الملكه الحزينه
الملكه الحزينه غير متواجد حالياً
~ مشرفة عامة ~
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,818
افتراضي





فضل الدعاء


فضل الدعاء كبير والحديث عنه يطول ولكن التزاما بعدم الإطالة فاني أتحدث عن ذلك بإيجاز,فالمسلم إذا دعا ربه مخلصا في توجهه إليه جل وعلا موقنا بالإجابة,فانه ما من شك أن الله سيستجيب له دعاءه إن يصرف عنه من السوء,أو يثيبه عليه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وقد روي أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا ربه قبل غزوة بدر,وناشده ما وعده من النصر على أعداءه حتى كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول له من شدة إقباله على الله وتضرعه إليه :" يا نبي الله,بعض مناشدتك ربك,فان الله منجز لك ما وعدك ".ولا يخفى عليكم ما كان في بدر من النصر المبين على الرغم من قلة عدد المسلمين وعدتهم .


والدعاء يقوي صلة العبد بربه فينهاه عن مخالفة أمره وعصيانه,ويفتح له أبواب خيره ونعمه ففيه تقضى الحاجات وتدفع المحن والمصائب ويثبت الأجر بعونه تعالى,وبالدعاء تتحقق طمأنينة القلب,وصفاء النفس,فيشعر المسلم بالرضا والسكينة والأمن فينال غاية ما يتمنى الإنسان وشاهد ذلك المئات من حالات الانتحار التي تسجل سنويا في غير بلاد الإسلام على الرغم من توفر جميع ما يحتاجه البشر في معيشتهم لما يعانوه من الفراغ الروحي ونقص الطمأنينة التي تعمر قلوب المؤمنين بالله عز وجل.


والدعاء كذلك يعلم المسلم الصبر على المصائب بل يزرعه في نفسه حتى يكون جزءا منه لا يفارقه,فيكون أقوى عزيمة لانه التجأ إلى الله القوي المتين الذي لا يرد من يلتجأ إليه,وقد ورد عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن ربكم حيى كريم يستحي من عبده ان يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين "رواه ابن ماجة والترمذي .
ولنا في صبر أيوب عليه السلام وقصته التي سنعرض لها بعونه تعالى في الفصل الأول من هذا الكتاب عبرة وعظة .


ويتعلم المسلم من الدعاء الشكر على النعمة,فلا يجحد فضل من احسن إليه,ويقابل الحسنة بمثلها أو بأحسن منها,والدعاء يشعر المسلم على الدوام بفضل الله تعالى عليه,ولا ينسى على الإطلاق انه تحت رحمته ويدرك يقينا انه لن يتسنى له مكانا ولا زمانا يعصي الله فيهما دون أن يبصره ويطاله عقابه سبحانه .
ويستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في جميع أوقاته ولكنه سبحانه قد خص بعض الأوقات بمزيد من الفضل على سائر الأوقات,فيكون الدعاء فيها اكثر قبولا عنده تعالى ونذكر في هذه العجالة بعض منها :


1- يوم عرفه .
2 - ليلة القدر .
3 - في الثلث الأخير من الليل .
4 - بين الأذان و الإقامة .
5 - يوم الجمعة .
6 - في السجود أثناء الصلاة .
7 - أدبار الصلوات المكتوبة .
8 - في السفر .
9 - عند نزول الغيث .


قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ) الداء والدواء ص35 .


فيتبين من ذلك أن هناك أحوالا و آدابا و أحكاما يجب توفرها في الدعاء و في الداعي ، و أن هناك موانع و حواجب تحجب وصول الدعاء و استجابته يجب انتفاؤها عن الداعي و عن الدعاء ، فمتى تحقق ذلك تحققت الإجابة .


الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة :
1 - الإخلاص في الدعاء ، وهو أهم الآداب وأعظمها وأمر الله عز و جل بالإخلاص في الدعاء فقال سبحانه : ( وادعوه مخلصين له الدين ) ، والإخلاص في الدعاء هو الاعتقاد الجازم بأن المدعو وهو الله عز وجل هو القادر وحده على قضاء حاجته و البعد عن مراءاة الخلق بذلك .


2 - التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، فإن المعاصي من الأسباب الرئيسة لحجب الدعاء فينبغي للداعي أن يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه قال الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) .


3 - التضرع و الخشوع و التذلل و الرغبة و الرهبة ، و هذا هو روح الدعاء و لبه و مقصوده ، قال الله عز وجل : ( ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين ) .


4 - الإلحاح والتكرار وعدم الضجر والملل : ويحصل الإلحاح بتكرار الدعاء مرتين أو ثلاث و الاقتصار على الثلاث أفضل اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا ). رواه أبو داود و النسائي .


5 - الدعاء حال الرخاء والإكثار منه في وقت اليسر و السعة ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) رواه أحمد .

6 - التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا في أول الدعاء أو آخره ، قال تعالى : ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .

7 - اختيار جوامع الكلم و أحسن الدعاء و أجمعه و أبينه ، و خير الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، و يجوز الدعاء بغيره مما يخص الإنسان به نفسه من حاجات .



و من الآداب كذلك و ليست واجبة : استقبال القبلة و الدعاء على حال طهارة و افتتاح الدعاء بالثناء على الله عز و جل و حمده و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، و يشرع رفع اليدين حال الدعاء .


و من الأمور المعينة على إجابة الدعاء تحري الأوقات و الأماكن الفاضلة .
فمن الأوقات الفاضلة : وقت السحر و هو ما قبل الفجر ، و منها الثلث الآخر من الليل ، و منها آخر ساعة من يوم الجمعة ، و منها وقت نزول المطر ، و منها بين الأذان و الإقامة .
و من الأماكن الفاضلة : المساجد عموما ، و المسجد الحرام خصوصا .
و من الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الصائم ، و دعوة المضطر ، و دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77