المقاطعة,
الحصار, الكارثة أين القاسم المشترك؟
المقاطعة ليست فقط لمعاقبة من ظلموا الأمة الإسلامية و أساءوا عن عمد لما تمثله الأمة للإنسانية من نجاة ,
كيف لا و قد شهد رب الإنسانية لهذه الأمة بأنها خير أمة "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"
[آل عمران:110] ,
إذن فالأمر محسوم بشهادة إلهية مشروطة و الحقيقة ليس المقام هنا توضيح الشروط بإسهاب و إن كانت مشروحة في مواقع كثيرة على الإنترنت
أو حتى أبسط كتب التفسير فالأية لا تحتمل التأويل أو التنازل عن هذا الشرف الإلهي , فتوجيه عقلاء الأمة كما أحاول في هذا المقال المتواضع
و دفعهم عمليا هو من شروط الأمر بالمعروف و منع المنكر بما وضح في القرآن و السنة و اتفق عليه علماء الحسبة هو الشرط الثاني و تنفيذ الأوامر الربانية و منها "
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"[ سورة الأنفال (60) ] و من القوة القاسم المشترك موضوع المقال, فالمقام هنا كما بينت هو قاسم مشترك بين ثلاث مواقف تقفها الأمة ,
فكما قلنا المقاطعة ليست فقط للعقوبة و إلا كان كافيا جداً أن تتم المقاطعة بمجرد مقاطعة الغير لمنتجاتنا بشكل مباشر
أو غير مباشر مثل القوانين الوضعية بالطبع و المفصلة لصالح منتجات غير المسلمين بل
و العجب ضد منتجات المسلمين حتى لو كانوا منتجين من داخل البلد الغير مسلم نفسه
و كلنا نرى ذلك و نحسه و طبعا هناك استثناء لمعتوه يفضل أن يحشر يوم القيامة مع من ظلموه و العياذ بالله, و لذلك كانت المقاطعة سائغة من باب المعاملة بالمثل ,
لكن إذا وصل الأمر إلى المعادة الواضحة و الحرب في العقيدة
و السبب واضح في الاحتفاظ بمن تحت أيديهم من البشر بعيدا عن الإسلام كالعبيد للمادة و الجنس و الشهرة الزائفة و منعهم من التحرر
و الخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, ذلك السبب الخفي و الذي لن يفصحوا عنه أبداً يجعل أكثر من جهة في التكاتف المشبوه ضد الإسلام لحفظ عبيدهم بالرغم من إختلافهم فيما بينهم لدرجة العداء
و بالتالي الاحتفاظ بما يدرونه من سلطة و مادة و الأمر لا يختلف كثيرا عن ماضيهم و إن اختلفت الثياب
و الأسماء , فقط الثياب و الأسماء , إذا فالمقاطعة في هذه الحالة أصبحت واجبة
و ليست اختيارية ليس فقط لعدم دعم من يريد منع نور دين الله بل لحماية الأمة مما قد يصدر لها من سموم مدسوسة
و أمراض و الحوادث المثبتة في المنتجات المصدرة للعالم العربي و الإسلامي كثيرة صحيا و معنويا من برادة الحديد في حبوب الصداع إلى كتابة لفظ الجلالة أسفل الأحذية
و هذا مقام آخر لن نسهب فيه حتى لا نأخذ تركيز القارئ من القاسم المشترك الذي نريد أن نصل إليه,
و هنا تأخذني الخاطرة الأساسية إلى أمر هام في المقاطعة: أين المقومات الشخصية
و المحلية لمساندة المقاطعة بدون انهيار أقسام من حياة الأمة , ما معنى ذلك؟
دعني أشرح , أبسط أنواع الحياة كالبداوة و في رأيي أروعها لها مواصفات قياسية
و معايير حياتية -
Living Standards - و إن كان ذلك يدهش البعض و لكن لا تعجب فالبدوي لا يقترب أكثر من ثلاثين خطوة أو مترا مجازاً من بئر مائه عند قضاء الحاجة بل
و تزيد في التجمعات و يخرجون إلى مكان يسمى المبرز و إن أتخذ المبرز داخل البيوت اتخذت بئر الماء بعيدا و اتخذت السبل لتوصيل الماء نقي
و طاهر بعد ذلك, البدوي متخصص في العلاج الطبيعي بمهارة و أنواع الأعشاب النافع و الضار له و أولاده مع اختلاف ذلك لأغنامه و كذلك ذاكرة جيولوجية لأراضي الماء
و تهيئة الخيمة في الأعالي الوسطية مع تجنب اضطرابات الريح , كذلك التحكيم الشرعي في حالة الاختلاف و الحماية الشخصية في وسط الصحراء و مهارات توقع الطقس
و استقراء العواصف و تقلب إتجاه الريح بل و شمها و فراسة معرفة ما وراءها و معرفة أوقات الصلاة بدون ساعة يد
و الإتجاهات و خاصة قبلة الصلاة ببساطة من الشمس
و النجوم بالرغم من إختلاف دلالاتهم مع إختلاف الفصول و كذلك تتبع الأثر و قراءة الأوجه بفراسة المؤمن و تحري الهلال بشروطه الشرعية أول كل شهر
و خاصة رمضان و الأعياد و هي سُنة إفتقدها أغلب المسلمين بعد التجهيل بهويتهم و رسالتهم و حقوقهم
و الحصار الثقافي المتعمد ففي حين تنتشر ثورة الصورة و الفيديو على كل صعيد إلا أنه لا ينشر صورة هلال الشهر الجديد أبداً و يفقد المسلمين شرف تفقد الزمان بعد أن سلبوا المكان و هذه فقط أمثلة ,
نرجع لمثلنا , البدوية ماهرة لدرجة التخصص و التميز من بدوية لأخرى في صنع الزبد و الجبن
و الحليب الصحي و اللبن الرائب و التخزين الصحي للحوم و تقديدها مثل البسطرمة و لكن بدون الثوم الحضري
و الخبيز للحضر و السفر باختلافهما و نسب مقاديره و حفظها ثم حفظ الخبز نفسه و كذلك حفظ الماء
و استجلابه بل و إنتقاء الملح الصحراوي أو البحري و فن حفظه بمعزل عن الماء
و المطر - كذلك غزل الخيط و نسج ملابس و فرش و خيمة أسرتها بل و التفريق بالنظر قبل الملمس بين الشعر و الصوف و أنواعهما و صباغهما –
كثير من بنات و أبناء الأمة لا يعرفون حتى أنواع الأقمشة
و لا استخداماتها المختلفة ليصبحوا مقلب لـ - - بضائع العالم تحت راية العولمة بملابس الشوارع الخلفية لنيويورك المصنعة في شرق أسيا مع الالتهابات الجلدية
و قد غيبوا عن ملابس ابناء و بنات الأمة و التي كانت عملية جداً و قيمة جدا و ناجحة جدا أوقات صلاح الدين الأيوبي
و المشروحة في كثير من السرد التاريخي لمراحل إنتصار الأمة – البدوية خبيرة في خامات التجميل
و التعطر الطبيعية من البيئة المحيطة و التي تجعلها نضرة لزوجها بالرغم من قسوة البيئة أحيانا و لكن على الأقل بعيدا عن أحمر الشفاه المصنوع من دهن الخنزير تحت شعار أشهر الماركات ,
في الحقيقة العملية إن اكتساب التقنيات الشخصية من خلال الإنترنت أصبح أمراً عمليا و واقعيا كلٌ حسب هوايته و ميوله
و التي قد تصبح تخصصاً بل و أداة إنقاذ لقطاع في الأمة في المستقبل القريب إن شاء الله
بتواضع